05.20آخر مقالة
أمير الشعراء والمنددون به
عندما تابعت برنامج أمير الشعراء في دورته الأولى، كنت أشعر بالسعادة والإثارة، خصوصا أن الدورة الأولى كان يعزى لها الفضل في إبراز موهبتين مغمورتين ما كنا لنسمع بهما لولا هذا البرنامج وهما تميم البرغوتي وعبد الكريم معتوق. هذا بالطبع كان دافعا لتكوين انطباعا إيجابيا بغض النظر عن تدخل الجمهور في أن ترجح كفة أحدهم على الآخر، أو ضعف الذائقة الشعرية لدى غالبية أعضاء لجنة التحكيم.
أما في الدورة الثانية، فالعجب العجاب كان في كافة حلقاتها من اختيار غير مدروس لشعراء ذوي مستويات مقفرة وقاحلة، وتهميش بل إعدام لمواهب فذة مثل أحمد بخيت الذي خرج من المسابقة محطما لا يلوي على شيء..
ولقد كانت تجربتي مع أمير الشعراء في الدورتين الثانية والثالثة -عندما وصلت للتصفيات التمهيدية وقابلتني لجنة التحكيم مرتين، فضلا عن اطلاعي على تجارب الشعراء المشاركين- كافية تماما لتكوين صورة عادلة وشاملة عن هذا البرنامج، الذي بدا لي وكأنه حقيقة مجزرة للشعراء كما وصفه الشاعر عمز هزاع بعد تجربته المدوية هناك.
لا اظن أن المشكلة تقع في الجهة المنظمة أو في الشعراء المشاركين أو حتى الجمهور الذي يصوت لهذا او لذاك، ولكنها تنصب في الأساس على أداء لجنة التحكيم الباهت وتقييمها السطحي للمشاركات بإجماع كافة الشعراء حتى الذين تمت إجازتهم للوصول إلى التصفيات النهائية..
لجنة التحكيم ظلمت نفسها عندما لم تختر بينها على الأقل شاعرين كبيرين، كي يتم تقييم النصوص بشكل أكثر عمقا بدلا من هذه السطحية الفظة.. والتي كانت تعمد إلى تفصيص النص إلى وزن ولغة وصور دون النظر إلى الصور الكلية ودرجة الشعرية في النصوص المقدمة.
الأستاذ علي بن تميم كان يشتغل على الوزن في نقده للنصوص، أما الأستاذ مرتاض، فولعه باللغة جعله لا يرى في القصيدة إلا نحوها ومفرداتها، ود. فضل كان لا يهتم إلا بالصور المفردة، وغاية الشاعر من النص، أما الرشدان وخريس فأظنهما كانا الأقرب للمس الشعرية في القصيدة وتناولها بشكل ودي وشمولي. ولذلك فإن الحاجة إلى تجديد لجنة التحكيم أصبحت أكثر من ملحة، خصوصا بعد تكرار النداءات في هذا الشأن.
برنامج أمير الشعراء قد يكون حقق هدفه في أن يكون الشعر ديوان بعض العرب، ولكنه بحاجة إلى الكثير حتى يلبي طموح وتطلعات مئات الشعراء المميزين في شتى البلدان..فإلى متى ستظل اللجنة المنظمة في معزل عن صراخ الشعراء المحتجين والمنددين بمقصلة البرنامج؟