قراءة في قصيدة ( الحب المسافر )

بقلم : رحاب الخطيب
العواطف الجياشة والحميمية المليئة بالدفء والحزن والأمل هي قصيدتنا ..
قدم شاعرنا المتميز سامر سكيك هذه القصيدة بأسلوب سلس يترك اثراً في النفس يتراوح ما بين الحزن والامل في النهاية ..
فقد بدأ شاعرنا قصيدته بأسلوب الأمر .. موجهاً كلامه إلى قلبه ليظهر لنا حالة الذهول التي تلف القلب فلم يعد يدري ماذا حصل .. والقلب هنا كالإنسان مجسداً ذاهلاً .. لا يدري ماذا يفعل .. لأن الحب سيسافر ..
والشاعر هنا يخاطب القلب ليوضح الصورة امامه ، الصورة التي رفض القلب الاعتراف بها .. فهو ضمناً يعرف الوحدة والتنهيدة والضجر .. وانه سيمضي وحيداً . وقد استطاع شاعرنا ان يشعرنا بالوحدة المتوقعة للقلب بعد السفر فيترك ذلك في النفس شعوراً بالخواء ، وذلك من خلال الصور التي ذكرها لتعبر عن تلك الفكرة . فذكر الصيف والصيف رمز للانطلاق والمرح والحب اما الان فلم يعد كذلك . لأن القلب سيعد الأيام .. كذلك ذكره للذكرى .. وأنه سيلوكها في الشتاء وقد استخدم لفظة ( يلوك ) دلالة على استرجاع الماضي الذي كان .. اما الآن فلا حاضر يحياه كما يريد فيظل على ذكرى الايام التي انقضت . الا ان شاعرنا يصبر قلبه ب ( لعل ) … لعل الفرح يعود .. حينما ذكر عودة اللحن إلى الوتر ..!
يتذكر الأيام السابقة .. يشبه نفسيهما بطائرين يحلقان ، ينعمان بدفء الحب والأفكار والرؤى .. لم تكن القيود تكبل الفرحة ، وهنا صور شاعرنا الفرحة بانسان يكبل .. وفيها دلالة على ان الفرحة قد تقيد وتسجن . كذلك الليل صوره انسانا يبارك فرحتهما والقمر يداعبهما بطيفه دلالة على الفرح الذي كان ..
ويعود ليستيقظ من خيالات ذكرى جميلة عذبة ليصطدم بواقع مؤلم وهو السفر ! ليطلب من المسافر ان يسافر .. لكن ان يتذكره ! .. ويتذكره في لحظات خاصة الا انها جاءت عند شاعرنا غريبة ، فقد طلب ان يتذكره في الشمس وفي الظل ! وهنا نرى التصميم على اللقاء والامل به .. وهو شيء يميز القصيدة .. فالشاعر يؤكد على ذلك بقوله :

لن يمنع بعدك لقيانا
بالروح على شط السحر
وسنهزم ما خلف السفر
وسننفي البعد إلى سقر !

والامل احساس رائع ومطلب لنا جميعاً واعطاء الأمل هام لنا فلا نحياه الا به . وقلة من الشعراء من يعمدون اليه في اشعارهم فهي سمة رائعة تخرجنا من حالة السوداوية التي تظهر جلية عندما نتذكر قصة مؤلمة أو حدثاً يمر بنا أو نتأثر بقصيدة ما .. فنصبح بأمس الحاجة لضوء خافت يعيد توازن الروح . وهذا ما فعله الشاعر الاخ سكيك ببراعة في نهاية القصيدة .
القصيدة جميلة لها وقع قوي في النفس تعرض هماً خاصاً .. وقد يرمز لابعد من ذلك تعبيراً عن حالة الهم العام .. والحزن الجاثم الذي يفرد جناحيه على المكان بغياب الحب بمفهومه الشامل ن فالحب هنا هو الفرح وهو السهر وهو الامل والحياة .. وكل ذلك مسافر حيث الحزن والامل والذكرى .. والامل باللقاء والعودة ، لتعود الحياة من جديد حياة كريمة عزيزة تهزم ما خلف السفر ، لينفي البعد إلى ابعد مكان في الجحيم !!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top