في بلدي تختنقُ الكلماتْ
من فرطِ الزحامْ
أكوامٌ أكوامْ
إن أطلقَ شمعونُ قذيفة
كتبتْ ألفُ ألفُ قصيدة
في بلدي أطفالٌ
من ضرعِ السياسةِ قد شبعت
تنتقدُ العم سامْ
ولا تسلمُ منها قصورُ الحكامْ
هجرت كلَّ الالعابْ
وابتاعت لعبةَ ثعبانْ
في بلدي تصادرُ البسمة
إن ضُبطت عالقةً بشفاهْ
وإن وُرِّد شعبي من شيءٍ
وُرِّدْنا شحناتِ جراحْ
في بلدي تعيشُ أناسٌ
لا تحلمُ أبداً
لا تحلمْ
و إن حلمت
تحلمُ أنها لا تحلمْ
في بلدي الحجرُ عزيزٌ
إن وُجد يوما في الطرقة
يعلنُ على الفورِ (طوارئ)
و تُستدعى لهُ الشُّرطة.
في بلدي والينا للعمِّ وفيٌّ
كسائرِ حكامِّ العربِ
إن جُرح شعورُ (بنيامين)
شكتِ السجونُ من الزحمة
في بلدي الحرُّ غريبٌ
إن عاد يوماً حارتنا
يرتابُ رُوَّادُ القهوه
ماشٍ يتبخترْ
في ثوبِ الشرطه
في بلدي الليلُ يأتي بلا نجمٍ
ولا قمرٍ
خشيةَ تقريرِ العسسِ
إن ضُبط نجمٌ بالصدفه
تصادرُ نورَهُ السُّلطه
تنويرِ العوامِ هي التهمه
في بلدي الكلُّ نيامْ
عدا اثنينِ
الزانيةِ و كلبِ السلطان..