تحدثنا كثيرا عن الانهزامية العربية المتأصلة في نفوس القادة بالدرجة الأولى..وتحدثنا عن خيبة الأمل التي تحتل قلب الفلسطيني منا كما تحتل الدبابات مراكز المدن الفلسطينية..وإن كان المرء اكتفى بابتسامة ساخرة من الأداء الهابط للمثلين في قمة العربان..واطلع بتهكم مرير على سيناريو كان معدا منذ سنوات..إلا أننا أصبحنا جميعا الآن على محك الكرامة..
فانتهاك الكبرياء الفلسطيني من خلال تدنيس مقر قيادة الشعب، وصفاقة مذيعي الفضائيات في طرح الأسئلة على “رمز” النضال الفلسطيني -بغض النظر عن بعض تصرفاته- وكأنه شخص عادي لا اعتبارات لمركزه..
كل ذلك يخلق لدي الفلسطينيين عزيمة الصامدين على الأرض ومرارة القانطين من أي نصرة إلا من عند الله..
إن هذا الشعب يدرك تماما حجم المسئولية التي أثقل بها كاهله في الدفاع عن أمة خرساء عرجاء لا تحمل من نخوة الإسلام إلا اسمها..ولئن كانت الأنظمة العربية قد بانت عوراتها بدرجة تدفع إلى التقزز، فلا يغفر ذلك للشعوب
العربية سكناتها وشح تحركاتها..المواطن العرب الذي يقول باستسلام “ماذا بوسعي أن أفعل؟” أجيبه بأنه يستطيع أن يفعل الكثير..
لم لا تخرج المظاهرات الصاخبة وتزأر في وجه الأنظمة وقمعها..على الأقل لتشكل ضغطا مستمرا عليها..ولا تتوقف عن التظاهر البتة..في المدارس والجامعات..والمؤسسات الحكومية..والنقابات المهنية..
وغيرها وغيرها..هل بات المواطن العربي يخشى على لقمة عيشه أكثر من حرصه على كرامته التي عاثت في جسدها العنجهية الصهيونية فسادا..
إن الروح السائدة هنا في فلسطين بأسرها..روح المقاتل المؤمن..متأسيا بقول الرسول صلى الله عليه وسلم لصاحبه أبي بكر في الغار “لا تحزن إن الله معنا”..المعنويات في السماء والثقة بالله عز وجل لا تحدها
ثقة..والنصر آت آت..
ضاقت فلما استحكمت حلقاتها …..فرجت وكنت أظنها لا تفرجُ
فهنيئا لهذا الشعب شرف الدفاع عن الإسلام الجريح وعن العروبة العاجزة..وكلنا في فلسطين جميعا..في خندق واحد..وأنا أقولها لكل من تخاذل في الماضي عن حق مسلوب..إن هذه الثورة تجُبُّ ما قبلها..فانعموا مع الشرفاء في لذة المقاومة وحلم الاستشهاد..حتى النصر والتمكين..
وإنه لجهاد..
نصرٌ أو استشهاد