معبر رفح من جديد

ربما أكثر ما يشغل بال الغزيين ومن ارتبط بهم بدم أو بنسب ما يحدث في أروقة السياسة المصرية من نقاش بخصوص مستقبل غزة ما بعد العبور..

ورغم أن هناك تباينا كبيرا بين الديوك الفلسطينية حول رؤيتها لمعبر رفح القادم، إلا أن هناك إجماعا على ضرورة إنهاء حالة العزلة بغض النظر عن المحتل وسلطته..

ولكن أكثر ما يثير الريبة هو الصمت الصهيوني المطبق حول قضية فتح المعبر من جديد من خلال العمل على خلق آلية جديدة، فلا يعرف أحد ما الذي يدور في خلد صانعي القرار في الدولة العبرية، وما رد الفعل المتوقع من أي نتيجة ترسو إليها المباحثات بين الفصيلين العنيدين والقاهرة..

ولكن، يبدو أن هناك إجماعا دوليا على فتح معبر رفح، وإن كانت الآلية التي سيتم اتخاذها سواءا كان في ترتيبات الإدارة للمعبر أو القيود التي ستحدد عمله ما زالت غير معروفة للجميع إلا من بعض التهنات هنا وهناك..

إن المطالب التي اصطحبتها حماس إلى القاهرة تعتبر بالنسبة إلى أي فلسطيني أو عربي مطالب عادلة ومنطقية، فإسرائيل تعتبر هي السبب الرئيسي في إغلاق المعبر باستغلالها لثغرة كبيرة في اتفاقية المعابر الدحلانية تمنع فتح المعبر في حال غياب المراقبين، وذلك بأن منعت المراقبين من التوجه للمعبر بحكم إقامتهم في مدن إسرائيلية متاخمة لقطاع غزة رغم أن ذلك إخلال غير مباشر باتفاقية المعابر..

كما أن حماس ما زالت واقعيا صاحبة اليد العليا في غزة، ومن المستحيل أن توافق على دور وحيد للسلطة في المعبر دون شراكة منها حرصا على مصالحها في المقام الأول، والكل يذكر معاناة حماس في إدخال الأموال إلى غزة..وهناك  قضية عبور الفلسطينيين من غير ذوي الهويات أو العربيات المتزوجات من فلسطينيين مقيمين في غزة، وهو حق طبيعي يجب اعتباره في مرحلة المفاوضات بعيدا عن تسلط إسرائيل.

ولذلك، فإنني أعتقد أنه لو فشلت حماس في مساعيها الحالية لفتح المعبر وفق رؤية جديدة وبدون أي تدخل من إسرائيل أو الاتحد الأوروبي، فالعودة إلى اتفاقية المعابر تبقى الخيار السهل المتاح، ولكن يجب على صناع القرار السياسي الضغط على نقل إقامة الأوروبيين من إسرائيل إلى مصر حتى لا تتحكم إسرائيل في تنقلهم ومن ثم في فتح وإغلاق المعبر..

كما يجب إضافة حزمة تسهيلات لتذليل العقبات السابقة في عبور الفلسطينيين وسواهم، ومواعيد فتح المعبر المذلة التي تجبر العشرات من المتأخرين دقائق على المبيت انتظارا لفتحه من جديد.

ولندع للرئيس الفلسطيني بالهداية والسداد، والقيام باتخاذ قرارات حاسمة وجرئية تعيد الكرامة المسلوبة للقضية بحيث لا يستمع إلى أصوات الداعين للفتنة والعودة إلى دروب الإذلال بدون أي سبب واضح إلا التخوف من دور لحماس على المعبر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top