09.21ملعون يا سيف أخي لفاروق جويدة
لم أكل شيئا
منذ بداية هذا العام
والجوع القاتل يأكلني
يتسلل سما في الأحشاء
يشطرني في كل الأرجاء
أرقب أشلائي في صمت
فأرى الأشلاء بلا أشلاء
من منكم يمنحني فتوى باسم الإسلام
أن آكل ابني
ابني قد مات
قتلوه أمامي
قد سقط صريعا
بين مخالب جوع لا يرحم
بعد دقائق سوف أموت
و دماء صغيري شلال
يتدفق فوق الطرقات
اعطوني الفرصة كي أنجو
من شبح الموت
لا شئ أمامي آكله
لا شئ سواه
لا تنزعجوا
لست بمجنون أو قاتل
فأنا صليت الفجر و رب الكعبة عشر سنين
لم أترك فرضا
و كثيرا ما أقرأ وحدي
ورد الصوفية كل صباح
و كثيرا ما يسبح قلبي بين القرآن
و أنا والله أصوم و يسحرني
قبس من نور في رمضان
و أهيم وحيدا
حين يطل على قلبي نور الرحمن
وأنا والله أخاف الله
و أخشى يوما تنكرني فيه قدماي
أو يسأم جفني من عيني
و تثور على صمتي شفتاي
أو يهرب وجهي من وجهي
وتموت على جفني عيناي
قد جئت الآن لأسألكم
أفتوني باسم الإسلام
أن آكل ابني
إني والله أبوه و أعرف أمه
أشهد والله بأن امرأتي
ما كانت يوما زانية
كي تزني فيه
ولدي من صلبي أعرفه
من لون الشعر إلى قدميه
وجها هو يحمل لوني
منذ رأيت حقول القمح
تضئ الفجر على عينيه
هو يحمل لون الشعر
و إن كانت أطياف الضوء
تطارد شبح الليل على رأسي
هو يحمل أوصاف شبابي
لكني أشهد أن وليدي
كان عنيد الحلم فلم يحمل
في يوم شئ من يأسي
وهناك على الصدر علامة
وطن مغتصب و كرامة .
لم أنجب غيره
قد عشت أخاف سحابة حزن
سوف تغلف أيامي .
قد عشت أسير بأرض الله
و أجهل خطوة أقدامي
فلماذا أنجب والدنيا
وطن مصلوب الجدران
إني إنسان
أحمل أوصاف الإنسان
أتكلم
أحلم
أمشي أو أبكي
أو أكتب شعرا
حين يطل على عيني وجه الأحزان
لكني لا أملك وطنا
لا بيت لدي ولا عنوان
تلفظني كل الأبواب
تصفعني كل الأعتاب
فأنا مكروه مرفوض في كل كتاب
كل الأبواب أمام العين
يحاصرها شبح الحراس
فأنا محسوب بين الناس
لكني شئ غير الناس .
أحببت صغيري
حملته يداي و أسمعني
أحلى الضحكات
ولدي قد مات
أحمله الآن على صدري
أشلاء ، رفات
كم كنت أصلي في عينيه
و يغمرني ضوء الصلوات
كم كنت أحدق فيه
فألمح عمري بين يديه
كم كنت أصلي الفجر
ويشرق نور الخالق في عينيه
كم كنت أراه الوطن القادم
من أشلاء الوطن المهزوم
كم كنت أراه و أسمعه
يبكي في الليل
فاسمع فيه صهيل الخيل
و ألمح فيه الفرس الجامح
يتهادى فوق الأسوار
أراه المارد يخرج
بين سواد الليل خيوط نهار
و يقول كلاما أفهمه
لكني أبدا لا أحكيه
أعرفتم كيف نقول كلاما في الأعماق
و نخشى يوما أن نحكيه .
ولدي من زمن يسكنني
و أنا من زمن أسكنه
قد عاش زمانا في صدري
و الآن تكفنه عيني
فدعوني آكل من ابني
كي أنقذ عمري .
ماذا آكل من ابني ؟
من أين سأبدأ ؟
لن أقرب أبدا من عينيه
عيناه الحد الفاصل
بين زمان يعرفني
و زمان أخر ينكرني
لن أقرب أبدا من شفتيه
شفتاه نبي مصلوب
برسالة نور تهديني
و بريق ضلال يجذبني
لن أقرب أبدا من قدميه
قدماه نهاية ترحالي
في وطن عشت أطارده
و زمان عاش يطاردني .
ماذا آكل من ابني
يا زمن العار
تكتب أشعارا في الفقراء
و في البسطاء
و حق الثورة و الثوار
تتشدق عن زمن الصاروخ
و عصر العلم
و سوق البورصة و الدينار
تتباكى عن حق الإنسان
شذوذ الجنس و مرضى الإيدز
و حق الشورى و الأحرار
تكفر بالله
تبيع الأرض تبيع العرض
و تسجد جهرا للدولار
لم آكل شيئا من ابني يا زمن العار
سأظل أقاوم هذا العفن
لأخر نبض في عمري
سأموت الآن
لينبت مليون وليد
وسط الأكفان على قبري
و سأرسم في كل صباح
وطنا مذبوحا في صدري .
حاربت كثيرا أعدائي
لم أهزم منهم
حاربني ظلي
حاربني سيفي يا للعار
تسلل في ظلمة ليل
كي يسكن جنبي
حاربني قلبي
كيف الشريان تنكر يوما خادعني
وغدا سكينا في قلبي
فأخي في الله و باسم الدين
و باسم محمد
يقتلني في غرفة نومي
ابني قد مات بسيف أخي
و غداً سأموت بسيف أخي
ملعون يا سيف أخي
في كل كتاب
في التوراة
و في الإنجيل
و في القرآن
ملعون يا سيف أخي
في كل زمان
ملعون يا عار أخي
خوفا من صدر المحكومين
و بطشا من أيدي الحكام
ملعون يا سيف أخي
ماذا أبقيت من الدنيا
و عيون صغيري بعض حطام
رحم موبوء جمعنا
خانتنا كل الأرحام
ما أنت أخي
قد جئت سفاحا يا ملعون و ابن حرام
ملعون يا وجه أخي
فدمي يتحلل في الأنقاض
و بين الموتى و الأيتام
ملعون يا سيف أخي
سيف يتعبد للسفهاء
و يسحقنا تحت الأقدام
من منكم يمنحني فتوى باسم الإسلام
أن أقتل يوما جلادي
و أحطم كل الأصنام
مناسبة القصيدة:
“طلب الفلسطينيون المحاصرون في لبنان فتوى من علماء المسلمين تبيح لهم أكل جثث الموتى حتى لا يموتوا جوعا”

انا بحب القصيدة دي قوي و كنت بدور عليها كتير وشكرا جدا للاستاذ سامر
[Reply]
القصيدة دى من اروع ما قريته فى حياتى وكنت بدور عليها من زمان جزاك الله خيرا
[Reply]
السلام عليكم كم انا فخوره بانى من نفس البلد التى ةلد منها هذا الشاعر العظيم كم انت عظيم كم انت رائع بحق الله كم اتشوق ان اراك لاقبل رأسك واقول لك وانا رأسى مرفوعه انى انا وانت مصريين وهذا من فضل ربى وحقا لو لم اكن مصريا لدفنت نفسى حيا….فهذا اكرم..هكذا تعلمت عشق وطنى فمبارك لنا هذا الشرف
[Reply]
انا من اشد المعجبين بالشاعر العظيم فاروق جويده وخصوصا قصيده ملعون ياسيف اخى فشكرا لكم
[Reply]
الله يحفظك يارب بجد والله انا دلوقتي فخورة اني انا وانت من نفس البلد والله ودلوقتي بالذات اكتر من اي وقت تاني
[Reply]
قصيدة اكثر من رائع للشاعرفاروق جويده جزاك الله كل خيراااا والله معك يا غزززززززززززة
[Reply]
الشعر فعلا جامد جدا جدا جدا
[Reply]
انا بعشق هذه القصيده وقد قمت انا وزميله لى بجامعه المنصوره كليه التربيه النوعيه 1991 بادائها بشكل درامى مسرحى واسمتعنا بها واستمتع بها جميع الحضور ولم انساها منذ ذاك الوقت
[Reply]
شئ عظيم جدا ربنا يطول في عمر الشاعر فاروق جويدة علشان يمتعنا كمان وكمان
[Reply]
ادامك الله لنا شاعرنا الفاضل وجزاك عن امة محمد صلى الله عليه وسلم خيرا فأنت قلم نابض فى زمن خرست فيه الالسنة للدفاع عن الحقوق التى ضاعت وستضيع
[Reply]
كل مايكتبه فاروق جويدة شعرا كان أم مقال يؤكد انه مازال هناك شعراء ومازالهناك مصريون يؤمنون بمكانة بلدهم وقدرتها علي النهوض حتي وان كانت تحت الانقاض – فاروق جويدة ليس شاعر و لاكاتبا إنه ابن مصر وقلب مصر الذي يعبر عن مصر الوطن – مصر الحاضر والمستقبل وهناك الف فاروق جويدة يحبون هذا البلد وتمنون خدمته ولكن —–حسبنا الله ونعم الوكيل – اخواننا الكرام جزاكم الله خيرا وكل عام وانتم بخير
[Reply]
قصيدة رهييييييييبة وتحفة وهدخل بيها مسابقة القاء شعر لانه شاعر محترم بمعنى الكلمة
[Reply]
حينما كتب الشاعر الكبير هذه القصيده كنت مازلت طالبا بالجامعه واكاد ان اجزم ان احدا لم يحس احساس هذه القصيدة كما احسستها وترجمت هذا الاحساس بالقاء معبر في احدى الندوات بجامعة الزقازيق وانعكس احساسي على القائي ففجر عواصف مدوية من التصفيق كنت اقاطعها بالتذكير بان القصيدة للرائع الجميل فاروق جويده فكانوا يزدادون تصفيقا وشكرا لكم
[Reply]
أنا بعشق القصيده دى جدا وبعتبرها من أجمل ما كتب فاروق جويده
[Reply]
كنت ابحث عنها من زمن
[Reply]
انا افخر كونى من تلك البلد التى ولد فيها اعظم الناس تلك البلد التىاوصى الرسول بها تلك البلد التى اخرجت علماء مشايخ فقهاء شعراء هذه البلد التى قهرت البلاد بقوتها وعظمتها تلك التى صارعت من اجل البقاء ومازالت تصارع وستزال تصارع من اجل بقلئها وبقاء ابنائها تلك البلد التى يعتبره الغير هى الحمايه فإذا تقهقرت مصر فهذا يعنى قهر البلاد فهى كنانة الله فى ارضه فلا يجب ان تقهقر ابدا مهما طال الزمان حتى ولو بوجود من يبث الروح فيها فاروق جويده من اعظم من قرأت لهم فهو يستطيع ان يوصل معنى الكلام باحساسه به
[Reply]
انا بحب القصيدة دى جدا واول مرة سمعتها بكت عينى وعلى فكره انا احب فاروق جويده جدا كتاباته بتعجبنى كمان وبحب ليه كمان قصيدة فى زمن الردة والبهتان ضد الشاعر المسف للرسول سلمان رشدى
[Reply]
انا بحب القصيدة دى جدا واول مرة سمعتها بكت عينى وعلى فكره انا احب فاروق جويده جدا كتاباته بتعجبنى كمان وبحب ليه كمان قصيدة فى زمن الردة والبهتان
[Reply]
هذه لقصيدة رائعة وتعبر عن الوافع الذى نعيشه وما يحدث لاخوننا فى فلسطين وتجاهل الشعوب لما يحدث لهم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من لم يهتم بأمر المسلمين قليس منهم صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم
[Reply]
لم اسمع مثل هذا الكلام من قبل هل هذا هو الشعر ام سيفا خارق لقلوب كل من يسمعه فأنا والله احبك فأنت ابن مصر فهذا الشرف لى ولكل مصرى ان يقرأ قصائد الشاعر الاسطورة (فاروق جويدة )ونتمنا المزيد وشكرا
[Reply]
لا اعلم ماذا اقول عن شاعر كفاروق جويدة؟ هذة القصيدة من اجمل ما كتب هذا الرجل
[Reply]
بارك الله لك فيما رزقك من العلم -واطلب منك ان تكتب فيما يخص حال الامة الاسلامية من نوم عميق
[Reply]