09.16ما بالُكِ حَيْرى يا نفسي؟
ما بالُكِ حَيْرى يا نفسي؟
لا مرفأَ يُغريكِ لتَرسِي؟
يا ليتكِ مدرِكةً أمري!
وعذابي النازفَ من حَنَقي
همِّي المصلوبُ على صدري
يخنقُني دوماً يصرعُني
فيثبِّطُ ثورةَ أنفاسي
ديجورُ الجهلِ يكفِّنُني
أين الأنوارُ تخلِّصُني؟
وأنامُ الظهرَ
أفيقُ الليلَ
أطاردُ صحوةَ إحساسي
وأبيعُ اليومَ بسوقِ غَدٍ
ويتابِعُ أَمْسِي إفْلاسي
ما بالُكِ حيرى يا نفسي؟
شارَفْتُ على حُبٍّ يوماً
فبكتْ بجنونٍ غيرتُها
سألتْ بعيونٍ غَائِرةٍ
أرفيقةَ عُمرِك تسلوها؟!
قد نالت مني نظرتُها
إذْ قلتُ أحابِيها كَذِباً
وطوالَ اليَومِ أغازِلُها
وأراقصُها وأُمَنِّيها
وقضيتُ الليلةَ مَكروبا
أستنكِرُ حظي المعهودا
وقطعْتُ كما اعتدتُ عهودا
لن أدنيها وأحابيها
سأعاديها وأجافيها
وقُبَيْلَ فُراقٍ تَلْقاني
تُفْرِغُ في أُذُني سَكَراتٍ
فتُرَوِّضُ عُنفي الجبَّارا
فأروحُ وأحسبُني أغدو
وأكُفُّ الحيرةِ تصفَعُني
من فرطِ الشِّدةِ تقصِمُني
أبحثُ عن حُضنٍ يَنْشِلُني
فأراها تَفْرِدُ أذْرُعَها
فأقولُ لنفسي:
ضُمّيني!!

شارك بتعليقك