يا من سموتُ بطهرِكِ
وأنارَ عُمري حُبُّكِ
يا من رَحلْتِ
وغابَ بدرُكِ عن سمائي بغتةً
إني أنادي فاسمعي
قلبي الذي ما انفكَّ يشدو الأمنياتْ
أملاً بنورِكِ يصبُغُ اللَّيلَ المقيمْ
أملاً بكفِّكِ تمسَحُ الدَّمعَ الأليمْ
لم تسمعي!!
فغدوتُ أبحثُ في البراري والرياضِ البارحاتْ
عن زهرةٍ أُلفي بطيبِ أريجِها
أثراً لعطرِكِ أو شذى..
عن بصمةٍ لحذائِكِ الذَّهَبيِّ
ترشدُني إلى عينِ الهوى..
لا لستُ أبحثُ في المكانِ الأَنْسَبِ
فرفعتُ رأسي عالياً
وسألتُ سرباً من حمامٍ حائمٍ
هل مرَّ حُبي من هنا؟!
نظر الحمامُ لبعضهِ متعجباً
فشرعتُ أهتفُ قائلاً:
عصفورتي!!
قد غادرتْ حضني
ولا أدري لأين..
سمراءُ تحلو في عيونِ الصائدينْ
شفَّافةٌ غمرت فؤادي بالحنين..
هربتْ لأني قد صدحْتُ بحبها!!
هل مرَّ حبي من هنا؟
فبكي الحمامُ لحالِ قلبي
واختفى خلفَ السحابْ
فاستلَّ صوتي حرفَهُ:
عصفورتي
عِفْتُ الحياةَ بدونِكِ
عودي وحُطِّي في فؤادي وامرحي
بين الزهورْ..
عودي ولا تخشي عتابي
واسكني أبهى القصورْ..
لم تسمعي!!
آهٍ لأناتِ البعادِ تسومُني سوءَ العذابِ
كأنني أحبو على شوكٍ بدربي المعتمِ
رُحماكَ يا ربي بقلبي المثخنِ
رُحماكَ إني قد وَهِنْتُ فعافِني
رُدَّ الحبيبةَ..نجِّني
فالشُّوقُ وحشٌ هدَّني
والليلُ ثاوٍ في جفوني دون بدري الغائبِ
لكنني عندي عزاءٌ لا يغيبُ بأنهُ:
لو يعلمُ المحبوبُ حالي
ما جفاني أو تنكَّرَ للحبيبْ
————-
القصيدة منشورة من قبل أحدهم على يوتيوب بتصميم جميل: شاهدها من هنا: