يعتبر ترسيم حدود الإبداع من أكثر القضايا جدلية بين أوساط المثقفين في مختلف الندوات والملتقيات الفكرية، ولم ينفك المفكرون على اختلاف أيديولوجياتهم يحاولون عبثا إيجاد صيغة ثابتة لما يمكن أن يسمى شطط الإبداع عبر مقالاتهم وندواتهم.
ولعل تداعيات ما حدث مؤخرا من هجمة مبيتة على الرسول الكريم صلوات الله وسلامه عليه تحت ستار الإبداع وحرية التفكير أكبر دليل على تباين آراء مفكري ومثقفي عالمنا المعاصر بين شاط وملتزم.
وحتى لا نذهب بعيدا، أود أن أتناول بعض الظواهر الموجودة في عالمنا العربي، والتي تشي بمدى عمق هذه الإشكالية، وتبين خطورة ما آل إليه الوضع على الأخلاقيات العامة والمعتقدات الراسخة.
فعلى صعيد الشعر، استطاع منظرو الحداثة التأثير بأفكارهم التي روج إليها الغرب جيدا، وأزالوا أي عائق يحول دون التعبير المطلق والحرية التي لا سقف لها في ممارسة الشعر، فامتهنت المقدسات ووظف لفظ الجلالة والأنبياء والقرآن في صور شعرية رديئة تعج بالإباحية والابتذال والسطحية، وأمثالهم نزار وأدونيس ودرويش والماغوط، وكانت المشكلة أكبر عندما تجاوب معها النقاد وأثنوا عليها، وأولها آخرون تفاديا للتصادم مع زمرة المحافظين.
ولا يختلف المرء كثيرا على القصة والرواية، حيث راجت في الأسواق روايات المشاهد الساخنة والعواطف الملتهبة، وغابت كثيرا قضايا هذه الأمة الكبرى ومشكلاتها الاجتماعية، وانفردت بالساحة الروايات الحمراء مدعومة من جهات غربية مشبوهة تتستر خلف جوائز وألقاب عالمية لا تمنح إلا لمن يهدم في القيم جدارا.
وعلى صعيد الفنون الجميلة، فالأمر أدهى وأكثر خطورة، فعلى امتداد هذا الوطن العربي الجريح، هناك كليات للفنون الجميلة تخصص في مكتباتها غرفا خاصة لكتب الفن الغربية “Restricted Room” والتي تتناول الفن من منظور مادي غربي بطريقة منحطة وفيها الكثير من الرذيلة، ويسمح فقط لطلاب الكلية بناء على تصريح مسبق من أساتذتهم -غير المسلمين عادة- بالولوج إليها للاطلاع، ولا أدري أي إضافة للفن تأتي بها كتب مشرعة للإباحية والتعري والمجون بشكل مقزز للغاية، وأين مسؤولو هذه الكليات من هذا كله، وكيف دخلت هذه الكتب للحرم الجامعي دون رقابة أو تدقيق؟
لقد تم اختراقنا في أعز ما نملك، واستطاع الماسونيون بكل اقتدار ويسر تنفيذ مرامهم في إفساد ملامح الهوية الإسلامية لحامليها، وذلك عبر تكريم أدباء الشطط تارة من شعراء وروائيين، وجعلهم قدوة للأجيال الجديدة لاتباع نهجهم، وتسليط الضوء على فناني الانحطاط الأخلاقي بإقامة المعارض لهم في مختلف البلدان.
وإن كنا بهذا الحديث نبدو وكأننا نصرخ في وادٍ نظرا لتفاقم هذه الظاهرة، فإن صرختنا هذه أفضل من التأمل في صخور الضمائر من حولنا دون أن ينبس المرء منا ببنت شفة، فربما يردد صوتنا الهادر هذا أصواتا غيورة وليس مجرد أصداء لا طائل من ثرثراتها، وهنا تكون مهمة المثقف العربي المسلم العارف بهم أمته وسبل إصلاحها.
الابداع هو الخلق وهي خاصية الهية اما التفنن فهو(( الابداع)) التعبير عما بداخل الفنان من احاسيس ومشاعر وانطباعات بشكل من الاشكال التعبيريةمستعملا الريشة او الوتر او الكلمة اواللحن او ….او……او………، وقد جاء في القران الكريم بديع السماوات والارض، ابدع كل شيئ ، …….
اما الفنان بصفة عامة سواء كان شاعرا او مغنيا هو رسامااو……..او,,,,,,,او……..فهو يتفنن ولا يصل الى درجة الابداع الخاصة بالمولى عز وجل، وهو ما يدعوا معشر النقاد الى اعادة النظر في الكثير من المصطلحات التي لاتتوافق مع الدقة اللازمة في التعبير.
الاديب/ بوخاتم حمداني
[Reply]