رُحماكِ يا مُهْجَتي بالدَّمعِ في المُقَــلِ
رُحماكِ يا نَجْمتي قد ضِعتُ في سُبُلي
أوَّاهُ من وجعٍ في النَّفْسِ مُختَنـِـقٍ
يبكي على حِصَّتي من خيْبةِ الأمَـلِ
هل غاضَ فيكَ الهوى يا نهرَ مُلهِمَـتي؟
لا الهمسُ منه الرَّجا، لا لهفةُ القُبَلِ ؟
أَلْفَيْتُ جَمْرَ النَّوى من صَـدِّ قَاتِلَتِـي
واشتدَّتِ النَّارُ في قَلْبي، فما عَملـي؟
قولي فها قد مَضَت أَحْوالُ مَكْرَبَـتي
تَجْني على صُورٍ للحُبِّ في المُثُــلِ
قولي بأنَّ الهَوَى يبْقى لنا سَكَنـَــاً
لا عَصْفَ يقلَعُهُ، صخْرٌ من الجَبـَلِ
قولي بأنَّ الجفَـا ما عادَ يقهَرُنــَـا
ولْتُعْلِني أَنـَّهُ شيءٌ من الدَّجـَــلِ
إني انتظرتُ لعلَّ الصبْـرَ يُسْعِفُنـي
لكنَّهُ مَـا وَقَى نَفْسي من العِلَــلِ
أمْسيتُ مُغْترِباً لا حُبَّ يُؤْنِسُنــي
مثلَ السَّجِيـنِ أُعاني قَسوةَ الحَجـَلِ
لا همْسَ منهُ يعيدُ النَّفسَ مُشرِقــةً
لا شيءَ عن حلِِّهِ تأتي بـِـهِ رُسُلي
قد تُهْتُ يا قَدَري إذْ غبتِ عن أفُقي
وارتَعْتُ في وَحْشتي من وطأةِ الوَجَلِ
هاكِ الحنانَ وطعْمَ الدِّفءِ من جَسَدي
فَلْتُقبِلي هَـا هُنا ، هيَّا على عَجَـلِ