تعتبر الملاحق الثقافية للصحف أحد المتنفسات النادرة التي يستطيع بها الكاتب عرض أعماله من خلالها في بداياته، و تعتبر الصحف المصرية أكثر صحف الدول العربية اهتماما بالملاحق نظرا لموقع مصر المرموق حضاريا كما هو موروث، و لكن المتفحص في آلية تحرير الملاحق و المواضيع المطروحة من خلالها تتشكل في عقليته علامة استفهام جلية…من يقف خلف هذه الملاحق بالضبط؟ و لحساب من يعمل؟
لقد اعتاد القارئ العربي منذ الستينيات على طابع ثابت للملحق الثقافي و الذي يتمثل في زوايا نقدية ، و أعمال أدبية منشورة ، و تقارير عن مسارح أو كتب و كتاب أو ما شابه ، و قد يبدو ذلك امرا طبيعيا للوهلة الأولى ، و لكن
لنتعمق قليلا و لا نكن سطحيين كالعادة في حكمنا على الأمور و لنر ما طبيعة ما ينشر بالضبط ، و لم تنشر مادة كذا دون مادة كذا ، و لم لا ينشر للكاتب الفلاني ، و يفتح الملحق على مصراعيه للكاتب العلاني؟؟؟ أسئلة كثيرة
بحاجة إلى أجابات شافية ووافية.
لو دققت في أسماء أغلب محرري الملاحق الثقافية في الصحف العربية ستجد علاقة غريبة بينهم و هي ليست على سبيل المصادفة، فهم على سبيل المثال لا الحصر يميلون كثيرا لنشر القصيدة النثرية الغامضة و يبالغون في
تمجيدها حين التعليق عليها ، كما أنهم لا ينظرون إطلاقا إلى توافق المادة مع العقيدة من عدمه، و لا ينتقدون توجهات الكتاب أو يوضحونها لعامة الناس لتبصيرهم، و يلقون الكثير من الضوء على أخبار الفن و سيناريوهات
المسلسلات و المسارح كجزء لا يتجزأ من منظومة الثقافة كما يرون.
ذات مرة أبدى مجموعة من المثقفين ذات مرة تهكمهم مما ينشر في الصحف المصرية من أعمال أدبية هزيلة، و كان أن اتفقوا على كتابة قصيدة تخلو من أي معنى و تتسم بطلاسم متشابكة لا يمكن من خلالها فهم أو تذوق المادة ، و
أرسلت إلى إحدى الصحف المشهورة باسم شابة في مقتبل العمر من إحدى الدول الشقيقة، و كما هو متوقع نشرت المادة ، لم يكتف المحرر بذلك بل و ذيلها برأيه النقدي الذي يمدح و يطنب و يتنبأ بمستقبل زاه لهذ العبقرية الشابة
التي ظهرت على حين غرة…
هذه الحالة تتكرر كثيرا و ان اختلفت أساليبها لتؤكد على التوجه التقدمي الخطير لتلك الملاحق ، و توضح مدى ما تبثه من سموم في عقليات الشباب الخصبة و القابلة لكل شيء ، و إليك مثل صغير من واقعنا ألا و هو ذلك المشروع
العملاق الذي تتبناه اليونسكو و هو (كتاب في جريدة) و الذي توزع نسخه مع أشهر الصحف في معظم البلدان العربية، و يشرف عليه مجموعة اختارتها اليونسكو بعناية فائقة من أمثال أدونيس و درويش و جابر عصفور و
الذين لا يخفى على أي مثقف بسيط توجهاتهم الفكرية.
هذا المشروع هو بالأحرى مؤامرة هدامة بما ينشره من أعمال لكتاب عرفوا بسوء الأخلاق و انتقدت أعمالهم و توجهاتهم من قبل المثقفين الإسلاميين و من أمثال أولئك الكتاب نزار قباني، و توفيق زياد و غسان كنفاني و غيرهم
الذين يتشابهون جميعا في بعدهم عن الأصالة النقية التي لا تشوبها الشوائب من تأثر كلي بالغرب ، و انغماس في سراب التجديد.
الحديث في هذا المجال يطول و يطول و لكن دعني أوجه إليك دعوة شخصية لتبتاع أية صحيفة محلية ،و تتأمل مليا في محتويات و مواضيع ملحقها أو صفحتها الثقافية و لا تنسى التحري عن محررها، هذا يكفيني و لك الحكم في
النهاية..
كلامك صحيح واتفق مع وجهة نظرك ولكن فرق شاسع كفرق السماء والأرض بين غسان كنفاني ونزار قباني
[Reply]