سامر سكيك همة متوثبة وكلما قرأت له تمنيت لو أن مدخله لدراسة الأوزان كان الرقمي، ذاك أن ما قد يراه قفزة أو طفرة لا يعدو في سياق الرقمي أن يكون في إطار يشمله كحالة من حالات عدة أو نمط من أنماط عدة، فيها من سلاسة الوزن بقدر ما فيها من عروض الخليل أو على الأقل الخواص العامة للعروض العربي كما تستنتج من عروض الخليل وهي مشمولة في مواضيع
1- الخواص العامة للشعر
2- التخاب
3- هرم الأوزان
وكلها مشروح ولكن فهمها يتطلب معرفة مبادئ الرقمي التي أتقنتها الأستاذة فاطمة بلة في بضع ساعات.
ومن يجدد وهو بشمولية الرقمي عارف يكون على بصيرة من أمره.
هذان سطران من جميل ( الموزون ) للأخ سامر سكيك :
http://www.aklaam.net/samer/apoem20.htm
مُرِّي هُنا على حُلُمي …….. و تتَّبَعِـي خُطى أَلَمـي
2 2 3 3 1 3 ………………..1 3 3 3 1 3
وامْضِي بلا مُكابَـرةٍ …….. فالعَوْدُ مِنْـكِ كالعَـدَمِ
2 2 3 3 1 3 ……………………2 2 3 3 1 3
سأتناول هذا الوزن من عدة زوايا
1- لأبي نواس من المقتضب:
حامِلُ الهَوى تَعِبُ ….. يَستَخِفُّهُ الطَرَبُ
2 3 3 1 3 …………2 3 3 1 3
مفعلاتُ مستعلن ………مفعلاتُ مستعلن
إِن بَكى يُحَقُّ لَهُ …… لَيسَ ما بِهِ لَعِبُ
تَضحَكينَ لاهِيَةً ….. وَالمُحِبُّ يَنتَحِبُ
تَعجَبينَ مِن سَقَمي …. صِحَّتي هِيَ العَجَبُ
كُلَّما اِنقَضى سَبَبٌ …. مِنكِ عادَ لي سَبَبُ
فلنجعله
من ناله الهوى تعب ………..كم يستخفّه الطرب
هوْ إن بكى يحق له ……….إذ ليس ما به لعب
2 2 3 3 1 3 …………….2 2 3 3 1 3
2+ المقتضب …………..2+ المقتضب
فكأن الوزن:
مفْ مفعلاتُ مستعلن ………مف مفعلاتُ مستعلن
وهو الوزن الذي نظم عليه الأخ سامر.
يبقى أن نلاحظ في قوله
وتتبعي حطى ألمي = (2) 2 3 3 1 3
أن السبب الذي أضيف هو سبب ثقيل (2) فلعل لذلك صلة ما بالكامل.
هنا زدنا سببا في أول كل شطر، ولا شك أن الوزن دون المقتضب من حيث الموسيقى ولكن موسيقاه مقبولة، لعل ذلك لأن زيادة سبب في أول الوزن لا تخل بمبدأ هرم الأوزان.
مُرِّي هُنا على حُلُمي …….. و تتَّبَعِـي خُطى أَلَمـي
2 2 3 3 1 3 ………………..1 3 3 3 1 3
وامْضِي بلا مُكابَـرةٍ …….. فالعَوْدُ مِنْـكِ كالعَـدَمِ
لو جعلناه
مِنْ هنا على حُلُمي ……… في ثرى خطى ألمي
جئتِ غير عاتبةٍ ………..ذاك منك كالعدمِ
أستعذب هذا الوزن أكثر من الوزن المستحدث بإضافة سبب أول الشطر .
العرب تجيز الخزم في صدر مطلع القصيدة وهو إضافة بعض الأحرف ، فكأنما هنا خزم ملزم في كل شطر.
2- يقول نزار قباني من الكامل الأحذ:
لا تسأليني هل أحبهما ………….عيناك إني منهما لهما
2 2 3 2 2 3 1 3 ……………..2 2 3 2 2 3 1 3
ألديّ مرآتان من ذهبٍ ………..ويقال لي لا أعتني بهما
أبلحظةٍ تنسين سيدتي ……..تاريخي المرسوم فوقهما
لا تسأليني هل أحبهما ………….عيناك إني منهما لهما
2 2 3 2 2 3 1 3 ……………..2 2 3 2 2 3 1 3
متْفاعلن متْفاعلن فَعِلُنْ ………….. متْفاعلن متْفاعلن فَعِلُنْ
فلنحرف النص لنحذف المقاطع الملونة فنجعله:
لا تسألي أحبّهما …………..عيناك إنني لهما
ألديّ درتا ذهبٍ …………..وألامُ أعتني بهما
أبلحظةٍ نسيت هنا …………تاريخي الذي رُسِما
2 2 3 3 1 3 …………. 2 2 3 3 1 3
متْفاعلن علن فَعِلُنْ ………….. متْفاعلن علن فَعِلُنْ
الوزن مستساغ والأصل في الكامل أعذب.
3- يذكر الشيخ جلال الحنفي البيت التالي شاهدا على ما أسماه البسيط الخامس عشر :
صاح الغراب بنا …………….بالبين من سَلَمَهْ
2 2 3 1 3 ………………….2 2 3 1 3
مستفعلن فعِلن ……………….مستفعلن فَعِلُنْ
ولو جعلناه
صاح الغراب ويْكَ بنا …………….بالبين جاء من سَلَمَهْ
2 2 3 3 1 3 ………………….2 2 3 3 1 3
مستفعلن علن فعلن ………………مستفعلن علن فعلن
لكان هذا الوزن هو الوزن الذي نظم عليه أخي سامي
أقول مستفعلن علنْ فعلن = 4 3 3 1 3 عالما بعدم جواز تجاور وتدين أصيلين في الشعر العربي، ولكن كأنما الشاعر يردد هنا المقطع ذاته في الإلقاء دون إدخال جديد فكأنما لو أن النص
يا من على طُرُقي ………… وافى ولم يًرُقِ
كأنه يكرر مقطعا وهو يلقي :
يا من على على طُرُقي ………… وافى ولم ولم يًرُقِ
ومثل هذا ينطبق على موضوع علاقة الوزن بالكامل
واعتبار التكرار هنا دليل على وجوب الحذف لا صحة الوزن من هذا الباب تحديدا وإلا فقد سبق في موضوع السامري أننا يمكننا ا عتبارالوزن مستفعلن مستفعلُ مسْ = 4 3 4 1 3
ويرجع في أمر التكرار إلى الرابط:
http://arud.jeeran.com/67-awzan-jadeedah.htm
والتخاب يحبذ جواز هذا في مستساغ ( الموزون ) لا الشعر إذا أن التخاب حصل بعد الأوثق وشرح ذلك هنا
http://www.jalt.net/jalt/jaltusr/CurrJournals/KhashanJalt43.pdf
على أنه في كل أشكال النسبة المحتملة التي تقدم ذكرها لهذا الموزون لا يأتي آخر الصدر 22 أبدا عندما يكون آخر العجز 1 3
وهذه إحدى الخصائص العامة للشعر العربي وعليه فليس بمقبول لا في شعر ولا في موزون هذان السطر من (الموزون ) وما جرى مجراهما:
وكأنَّ حُلْوَ مَاضِينـا
سُخْـفٌ يُداسُ بالقَـدَمِ
فرأيتُ بالجَـوَى قَلْبي
نَجمـاً يَمُوتُ في السُّدُمِ
وانظر كيف يصبحان أكثر استساغة لو جعلناهما:
وكأنَّ حُلْوَ ما سبَقا
سُخْـفٌ يُداسُ بالقَـدَمِ
فرأيتُ بالجَـوَى سحَراً
نَجمـاً يَمُوتُ في السُّدُمِ
وليس من عيب في الاشتقاق من بحور الشعر على أن نعتبر ما نخرج به منها ولم يذكره الخليل من باب ( الموزون ) لا من باب الشعر
على معرفة الرقمي والإلمام بشموليته ( التخاب وهرم الأوزان والقواعد العامة ) تزود من يود ولوج هذا الباب بنور يساعده على توخي السلاسة فيما يستحدثه في باب (الموزن ) لا في باب (الشعر)
كما يساعد الرقمي في كشف بعض علاقات البحور وتصور ما قد يكون مفسرا لعلائق بعضها في تقليد هذه العلائق في سواها.
مثال:
كلا وباري طوال الهدب والحور …………….ما قلّ حبّيك من بعدٍ ومن غِيَرِ
4 3 2 3 4 3 1 3 ……………………………4 3 2 3 4 3 1 3
لو حذفنا الملون لانتهينا بالمنسرح مع تغير نسبة وتد من حقيقي لظاهري
كلا وباري طواب والحور …………….ما قلّ حبّيك من ومن غِيَرِ
4 3 2 3 3 1 3 ……………………………4 3 2 3 3 1 3
ويمكننا تعديله تقويما للمعنى ليكون:
كلا وباري محاسن الحور …………….ما قلّ حبّيك من أسى الغِيَرِ
4 3 2 3 3 1 3 ……………………………4 3 2 3 3 1 3
ولي في تقليد هذه الآلية في مختلف البحور العديد جدا من الأوزان بعضها يربط شعرا بشعر وبعضها يربط موزونا بشعر
ناهيك عن باب التدوير مدخلا لما تفضلت به
فلو رمزنا لخانات الأرقام بأحرف لتبين ما يلي :
أ ب جـ د هـ
أ
ب
جـ
د
هـ
من الطويل
3
1
3
4
3
فعو
لُ
مفا
عيلن
فعو
د هـ أ ب جـ
د
هـ
أ
ب
جـ
من (السامري)
4
3
3
1
3
مرْ ري
هنا
على
حـُ
لمي
أرجو أن أنجح أخي سامر بهذا الذي استغرق مني من الوقت أكثر مما تستغرقه منك ساعة تركز فيها على مبادئ الرقمي لتتقنها حتى لو لم تساعدك الأخت فاطمة بلة وهي لن تبخل بذلك. أقول هذا على أمل أن أستفزك لدراسة الرقمي لما يجتمع فيك من شاعرية وعلم بالهندسة والرياضيات هما جناحا التحليق إن أمنت لهما وقود الرقمي. وتحليقك سيكون لخير اللغة والعلم.
أتراني أنجح ؟