غموض فريد من نوعه هذا الذي صاحب عمليات التفجير في الولايات المتحدة، والتي أثخنت جسد العم سام بالجراح، وجعلته يتصرف على غير هدى تماما كثور إسباني جريح..
لا ينكر أحدنا نحن العرب والمسلمين أن نبأ هذا التفجير قد أشعرنا جميعا بنشوة لا مثيل لها في بداية الأمر قبل أن نعي هول الفاجعة التي حلت بالإنسانية جمعاء جراء هذه الكارثة التي لم تفرق بين بريء ومذنب..ولعلي خلال مقالتي هذه سأركز -إن شاء الله- على بعض النقاط التي وجدت أنها من الممكن أن تضيء قليلا من حلكة الالتباس الذي اقترن بهذه الحادثة..
القضية الأولى التي أطرحها هنا..هل من حقنا نحن أن نفرح لمثل هذه العملية، وأخص بالذكر الفلسطينيين كونهم أكثر الشعوب التي ذاقت مرارة الهيمنة الأمريكية؟ هل من اللائق أن نتقافز فرحا لمصرع أكثر من خمسة عشر ألف شخص دفعة واحدة دون سابق إنذار؟
إن النفس الإنسانية بفطرتها تأبى هذا الشكل من أشكال الدمار، حتى وإن تحجج الكثيرون بأن أمريكا عاثت في الارض الفساد وأنها سبب ويلات معظم الشعوب النامية..فأخطاء الغير وعثراتهم لا تبرر إطلاقا أخطاء المرء، وسعيه للانتقام بأي وسية كانت..و هذه هي أهم المبادئ الشمولية للإسلام الذي لم أر في اعتقادي طعنة وجهت إلى ظهر الإسلام أكثر مرارة وإيلاما من اتهام المسلمين بأنهم هم الذين قاموا بهذه العمليات الجنونية..
وإن كنت أخي القارئ لا تزال غير مقتنع بما أقول فدعني أسألك بالله عليك..هب أن أحدهم نصرانيا كان أو حتى مجوسيا قد أبدى نية صادقة للانضواء تحت راية الإسلام والاعتقاد به، هل سيكون فكره وقلبه معلقين بالإسلام كما هو الحال قبل هذه العمليات؟؟ ولا يخفى على أحد كم تلعب الماسونية والصهيونية العالمية دورا مؤثرا في العلام وتوجيهه لتقويض ركائز الإسلام ومهاجمة أتباعه..وتشويه كل الحقائق وحتى تلفيق التهم جزافا مثلما حدث في أوكلاهوما..
إن الماسونييين الكبار يدركون جيدا أن هذا المارد الإسلامي الذي بدأ يتململ في آسيا الوسطى من جديد يهدد كل مخططاتهم على الإطلاق..فالإسلام يظهر بأبهى حلة في النظام الذي تتخذه حركة طالبان في إداراة أفغانستان المسلمة..تماما كما لو أن التاريخ يعود بنا إلى عصر الخلافة الراشدة..ولعلك لاحظت ذلك جليا في دور العلماء البارز هناك واعتزاز الأفغان بإسلاميتهم وعدم خضوعهم لأي قوة خارجية سوى القوة الإلهية..
وربما تقول بانني أهذي حين أقول أن الولايات المتحدة ستواجه بمقاومة عظيمة في حربها الصليبية القادمة ذلك بأن من تحاربهم لا يقاتلون وهم يحملون راية القومية أو الاشتراكية أو الوطنية أو غيرها..و إنما يقاتلون تحت أشرف الرايات..تلك الراية التي حملها محمد وزلزلت قلوب الكافرين في غزوات كثيرة..وستصدقني حتما إذا كنت مع أحد المجاهدين الأفغان وهو يقول لزميله بعد أن أسقط طائرة التجسس الأمريكية الأولى قولته “لقد أسقطتها..حمدا لله!!” ورد المجاهد الأفغاني الذي أتخيله جيدا “وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى”..وقس على ذلك كل تعاملاتهم التي يفوح منها عبق الإيمان الخالص..
إن قوما أعلنوا ولاءهم لله لا يمكن أن يخذلهم الله، وستجد الولايات المتحدة نفسها في مأزق رهيب بعد أن تعد خسائرها في هذه الحرب الصليبية الجديدة..
ولا أنسى التنويه بأن عملية التفجيرات إن أمعن المرء التدقيق جيدا في تفصيلاتها يوقن بأن المستفيد الأول ومدبر هذه العملية هي الماسونية والصهيونية العالمية..التي حركت بعض أولئك الغيورين على الإسلام وأثارت فيهم نعرة الثأر الأعمى وقامت بتدريبهم وأقنعتهم بأن ما يفعلونه جهادا واستشهادا في سبيل الله..ولفقت التهمة بالعرب والمسلمين إذ وضعت سيارة بالقرب من مطار بوسطن وبها كتب لتعليم قيادة الطائرات باللغة العربية، وحذرت أكثر من ستة آلاف يهودي يعملون بمركز العولمة العالمي بعدم الذهاب إلى عملهم..وقامت بشراء الأسهم في بورصات أوروبا بشكل عشوائي وملفت للنظر لعلمها المسبق بتأثير العملية على الاقتصاد..ووجهت الإعلام بكل ثقله حتى الإعلام العربي للإشارة بأصابع الاتهام للمسلمين والعرب فقط و كأنه لا يوجد إرهابيون في هذا العالم إلا منهم..كل تلك الدلائل والمؤشرات توحي بأن هذه العملية المتقنة لدرجة الخيال لا يمكن أن يقوم على التخطيط إليها بكل تلك البراعة الفائقة شخص أو حتى تنظيم صغير..وإنما هو تنظيم قوي للغاية يملك من الإمكانيات والعقول ما لا تملكه دول بأكملها..وليس هناك سوى الماسونية العالمية..
ولا أجد ما أنهي به إلا أن أقول حسبنا الله ونعم الوكيل على إعلامنا العربي والإسلامي على السواء الذي كان كالببغاء فقط يردد ما تتناقله وكالات الأنباء الماسونية..وأخالك عزيزي تردد معي نفس قولتي..فحسبنا الله ونعم الوكيل..