كثيرا ما يسأل المرء نفسه كيف يصبح مثقفا، و يصيبه سؤاله هذا بحيرة مستمرة فمجال الثقافة أوسع من أن يحصر في إطار ضيق، و ينحصر جوابه لنفسه كمبتدئ في قراءة كتب المسابقات الثقافية و سين و جيم و غيرها، و متابعة برامج المسابقات على التلفاز لعله بذلك يرضي طموحه و يحقق هدفه.
إن هذه الطريقة أشبه بوجبة هامبورجر تقدم ضمن الوجبات السريعة ، و لا يمكن من خلالها بأي حال من الأحوال أن يشبع المرء حاجته منها، و ثقافة الهامبورجر هذه رغم بريقها و إغراءاتها الكثيرة لا تحقق و لو الحد الأدنى من متطلبات الساعين بجدٍ نحو الثقافة..
و لكن ما الذي تعنيه لنا كلمة ثقافة بالضبط؟ الثقافة تعني بكل بساطة أن يقطف المرء من كل بستان من بساتين المعرفة زهرة تكون كافية بأريجها لتعطي انطباعا عاما عن فحوى بستانها و خصائصه، لذلك كان التخصص في بستان من البساتين كالطب أو الهندسة أو الفلك أو الأدب عائقا أمام المتخصصين لقطف الزهور من البساتين الأخرى ظنا منهم بأنهم بهذا التخصص باتوا من فئة المثقفين، و هذا هو واقعنا بكل أسف.
لقد أعجبني كثيرا نهج هيئة الإذاعة المصرية في تبني مشروع البرنامج الثقافي الذي خصصت له محطة إذاعية خاصة مثل محطة القرآن الكريم، و يتناول في برامجه شتى ألوان المعرفة بأسلوب مشوق و سلس يحقق على المدى البعيد خلفية معرفية جيدة للمستمع، دون أن يكلفه ذلك جهدا أو إنفاقا زائدأ..
هذا و يختلف اقتناء المرء للكتب باختلاف ميوله و توجهاته، فترى الأديب على سبيل المثال تزخر مكتبته بدواوين الشعر، و الروايات و الكتب النقدية و المعاجم و…، بينما تعج مكتبة السياسي بكتب التاريخ، و الدراسات الاستيراتيجية، و مذكرات الاتفاقيات الدولية …. ، و لا ينفي ذلك بالطبع توفر بعض الكتب القليلة الأخرى في علوم معرفية أخرى في مكتبة كل منهما.
و لعل حرص المرء على القراءة بصفة مستمرة أحد أهم العوامل في تثقيفه بفاعلية أكبر، فيكفي على سبيل المثال أن يقرأ المرء خمسا و عشرين صفحة يوميا من أي كتاب أو مجلة باستثناء تخصصه كأحد أهم العوامل التي تساعد في بناء عقلية تتميز بخلفية معرفية و ثقافية مقبولة.
إن عولمة هذا العصر بما جلبته من تزاحم رهيب في النظم المعلوماتية، و التدفق المعرفي على شبكة الانترنت كوسيلة أساسية للاتصال و التواصل مع العالم الصغير تحتاج بالفعل إلى تركيز تام في كيفية توظيفها كاداة إيجابية و ليس سلبية كما بات يؤمن الكثيرون، و ذلك في إنشاء آليات عملية متناسقة في تصفية الدخيل و تفنيده، و طرح البديل و تسويقه، و هذا بالطبع هو دور مجموعة المثقفين في كل مجمتع و هو الوحيدون الذين تتقرر بهم انتكاسة أو نهضة أي أمة.
الموضوع جدآ مهم , وخصوصا مع تداخلات المصطلحات الغربية وغيرهآ اللتي اعمت اعين الكثير من الناس والانجراف خلفها سواء النافع منها و غير ذلك , ولكن من المطلوب منا في هذا الوقت الحاضر ان نكرس كل ما نعرفه وما تعلمناه في ايصاله الى الكثير من فئات المجتمع ,, بقول المثل , كل يدلو بدلوهـ , وبهذا نجد من كل شخص اكثر من معلومه واكثر من فائدهـ حيث يتسنى للقارئ فهم ما يريده وما يستطيع فهمه من كل معلومة يقرآها لا نقول نعتمد على الدكتور الفلاني او العالم الفلاني لان هؤلاء الفئات اصبحوا في مهمات اكبر واصعب من ايصال مثل هذه الاشياء ..
الشاعر المحبوب , تقبل مروري ,, سعيـــد الــرآشد
[Reply]
marhaben
ya oustath samer lil asaf anta lam tankol kol el torok
but thank you
[Reply]
بسم الله الرحمن الرحيم انات مصرى واحب غزة من كل قلبى وربنا ينصرها على الصهاينة
وربنا معاكم ياهل غزة الكرام وامانة سلامى لاأهل غزة الكرام
[Reply]
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك ياشاعرنا المتميز ,,,,,,لفد استفدت كثيرا منها اتمنى المزيد ……….
اتمنى لك النجاح فى حياتك
مع اااااااااحر تحياتى
[Reply]
السلام عليكم فعلا موضوعك وضع اليد على الجرح لكن السؤال هل يتيسر للفرد ان يطبق مشروع القراءة بالكيفية التي طرحت بصفة مستمرة مع العلم أن الذي يطمح لأن يكون مثقفا هو في الغالب من يكون غارقا في الأعمال وحتى اذا أمكنه ذلك هل يكون كافيا و نحن نلحظ التدفق اليومي للجديد
[Reply]
السلام عليكم ورحمة الله
رائع جدااااااا ….وأتمنى لحضرتك المزيد من التقدم والرقي….وأنا أعتقد أن المثقف هو حاصل جمع (المعرفة+الأخلاق والتهذيب)…..
تحياتي.
[Reply]
السلام عليكم ورحمة الله وبركااته ..
الاخ سامر
رايك حول المثقف يمكن اخذه بعين الاعتبار , لكن كما قاال الاخ ماجد لا يمكن اعتبار المثقف ذاك الذي يحتوي على معلومات مختلفة في مجالات مختلفة فحسب , وانما المثقف هو ذاك الذي يستطيع ايصال تلك المعلومات لغيره باي طريقة …
تقبل اعجابي بما كتبت
مودتي .. ~
[Reply]
عزيزي الشاعر سامر
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
مقالك جميل عن تعريف المثقف وكيف تصبح مثقفاً، ولكن هل هذه الفئة من الناس نطلق عيهم اسم مثقفون وهم الذين يقطفون زهرة من كل بستان من بساتين المعرفة؟
اقول ممكن ان نسميه( لديه معرفة بمواضيع متعددة) وهذا من متطلبات الحياة اليومية إذ بدون ذلك لا يمكن ان يتعايش مع البشر في عصر انتشرت فيه طرق الحصول على المعرفة بشكل كبير وأصبحت في متناول اليد.
ولكن برأي المتواضع ليس هذا هو المثقف_ الذي يطلق عليه مثقف_ ولكن المثقف هو الشخص الذي لديه القدرة على طرح الأفكار وتبنيها والسير قدما لتحقيقها ضمن وسائل وآليات يقتنع بها الجمهور، فيصبح قائد التغيير بقرارات تعبر عن مدى فهمه لمتطلبات العصر ومقومات الحياة.
اخوكم ماجد الدبيس
[Reply]