المنقذ من ضلال غزة

كنت من الذين فضلوا الصمت في بداية الأحداث كي لا نصب الزيت على النار، على أمل أن تعود الأمور إلى هدأتها، وعندما اشتدت قمنا بإطلاق القصيدة المئوية لعل وعسى تجدي صرختنا في واد أصم، ثم قمنا باستفتاء في مجلة أقلام لاستقراء أفكار الناس بشكل عام حول مخارج الأزمة ولم تبشر النتائج حتى الآن بالحل الشافي المطلوب..

وفي غضون ذلك، كنت أتنقل يوميا على التلفاز بين فضائيتي الأقصى وفلسطين، وأحوقل وأحسبن حتى كدت أهزم من داخلي فأستكين عاجزا مثل كثيرين، وما انفككت أتابع..
ولكن أن يصل الحال إلى ما هو عليه الآن، فهو أمر لا يمكن أن يقبل به حر مسلم ولا حتى كافر، وبات من الواجب عينا لا كفاية أن يتحرك كل من من المفترض أن يهمه الأمر بحكم انتمائه الإسلامي..

فكرت كثيرا في أن الحل يكمن في تكوين حزب جديد يحمل أصوات المعتدلين والمستقلين من عامة الشعب، فلا هم مع التفريط بأي من حقوقنا كما نخاف من ميول بعض قادة فتح، ولا من بعض المغالين الذين يظنون أن أخطاءهم مأجورة بزعم أن ما يحدث هو من قبيل الاجتهاد، وقد تجسدت هذه الفكرة واقعا ملموسا قبل يومين على الأرض بافتتاح منتدى فلسطين بقيادة منيب المصري الذي ما زلت لم أقرأ عن سيرته شيئا ولا أدري حجم مصداقيته بعد..

ولكن الفكرة أراها ممتازة ولا بد أن تدعم، فالناظر إلى هذا الشرخ الذي لن يلتئم أبدا في عمق المجتمع الفلطسيني، يدرك أن الحزبين العظيمين أصبحا أبعد ما يكون عن التصالح والتآخي والحوار، وما يمكن أن يوحدهم هو قائد قوي ومستقل يمسك العصا من الوسط ولن يكون إلا عبر حزب ناشئ وقاعدة شعبية تدعمه..

هناك كثيرون نقموا على فتح وحماس رغم انتماءاتهم لكليهما، وهنا أحث البارزين ممن رفضوا ما يفعله الحزبان الآن بأتباعهما وبعامة الشعب المكلوم، أن يعلنوا عن استقلاليتهم ورفضهم للتشريخ المتواصل، والانضمام إلى جسد مستقل أراهن على أنه سيكون الأعظم والأنجح..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top