وجدت نفسي مدفوعا للحديث عن هذا الموضوع، خاصة في ظل تجربتي الذاتية الطويلة، وما نصادفه بين حين وآخر من سلوكيات ومواقف من قبل مشرفين حري بنا أن نقف عندها ..
إن الزائر لموقع ثقافي ملتزم مثل أقلام قد لا يعلم صعوبة وزخم العمل الإداري من إدارة لآلاف الأعضاء وعشرات المشاركات اليومية، فضلا عن مراسلات الأدباء والمثقفين، والردود على مشاكل وملاحظات الزوار..ولذلك فإن العمل الجماعي كان الوسيلة الفضلى من أجل استيعاب هذا الزخم، وتوزيع الأدوار وتفويض المسؤوليات حسب الحاجة لأصحاب الكفاءة والالتزام..
ولكن المشكلة الكبرى التي تواجه مثل هذا العمل كونه تطوعيا مسألة ديمومة الالتزام وإخلاص النية لتحقيق هدف سام أنشئت من أجله أقلام، فعلى مدار اأكثر من ثماني سنوات من عمر أقلام، مر عشرات الإداريين الأكفاء ورحلوا لأسباب مختلفة على رأسها عدم إخلاص النية وصعوبة الالتزام على المدى الطويل..حيث أن ثقافة العمل التطوعي ليست شائعة بالمستوى المطلوب في المجتمعات العربية، ولذلك فإن أغلب من يمارسوها يسأمون بسرعة ويشيحون بوجوههم عنها بحثا عن مقابل ما..
وربما يشعر المرء أحيانا أن هذا الأمر طبيعي خاصة للطبيعة البشرية المتطلبة، والتي تعطي إن أخذت مع اختلاف الكم والكيف، ولكن ما ليس طبيعيا أن يتم انسحاب العاملين تحت غطاء زائف مثل قلة الوقت أو عدم تشجيع واهتمام الآخرين وغيرها.. فما دامت النية صادقة والهدف سام ونبيل، فيمكن للمرء إدارة وقته بالشكل المناسب وتخصيص وقت يسير لا يؤثر مطلقا على مشاغله الأخرى..أما مسألة التشجيع وعدم اهتمام الآخرين، فهذ أدل ما يكون على تناقض المرء المتطوع مع نفسه..
هذا ما وددت أن أنقله لك زائرنا الكريم بإيجاز شديد، فربما أمكنك تفهم تقصيرنا بين حين وآخر، ولكن ما زلنا على الوعد بتقديم أفضل ما أمكن في ظل الإمكانيات المتاحة، فنحن لا نيأس أبدا ما دمنا أخلصنا النية بإذن الله..
سامر سكيك